بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد والشكر لله تعالى وعلى اله واصحابه اجمعين، في موضوع اليوم سوف نتناول سيره الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم فهو خاتم النبيين والمرسلين،وذروة الصلاح ،وصل السماء بالارض،و الدنيا بالاخرهو بعث لتحطيم الاصنام وارسل رحمه للعالمين.
وتعتبر سيره الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم مثالا يحتذى به ونبراسا يقتدي به وليست مجرد قصه تتلى أو مجرد مديح يغنى،وانما هي منهج حياه متكامل لا تكون الا في ظل الايمان بالله واتباع منهج رسوله صلى الله عليه وسلم نلتزم بسنته وندعو بدعوته.
ونحن في هذا المقام نقدم هذا هذه النظره الموجزه لسيره سيدي المرسلين قصدنا منها التبسيط وركزنا فيها على المراحل العصيبه التي مر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
مولد الرسول صلى الله عليه وسلم:
ولد الرسول صلى الله عليه وسلم عام الفيل بمكه المكرمه يومه الاثنين الموافق لسنه 571 ميلاديه وهي السنه التي توافق السنه الاولى من حادثه عام الفيل.. وكانت ولادته في دار ابي طالب بشعب بني هاشم وكانت قابلته الشفاء ام عبد الرحمن بن عوف ولما ولد صلى الله عليه وسلم ارسلت امه لجده تبشره فأقبل مسرورا وسماه محمدا،وتوفي صلى الله عليه وسلم وعمره 63 سنه قضى 40 سنه منها قبل النبوه و 23 سنه كان فيها نبيا ورسولا.
اصبح صلى الله عليه وسلم نبيا بنزول صورتي العلق ورسولا بصورة المدثر.
كان صلى الله عليه وسلم يسكن في مكة المكرمة ،وكان ينتمي لقبيلة قريش وبعد ذلك هاجر الى المدينة يدعو بتوحيد الخالق مده 10 سنوات وعرج به الله الى السماء وفرضت عليه الصلوات الخمس في مكه ثم امره بالهجره الى المدينة واستقر بها الى ان اتسمى بقيه شرائع الاسلامي من صيام ،وزكاة ،وحج ،وعمرة، وجهاد، ونحو ذلك،وبعثه الله للناس اجمعين واوجب طاعته على الانس والجن،على حد سواء ،فمن اطاعه دخل الجنه ومن عصاه كان جزاؤه جهنم.
حليمة السعدية:مرضعة الرسول صلى الله عليه وسلم:
لقد دأب العرب على ان يلتمسوا المراضع لاولادهم، فالتمس عبد المطلب لرسول الله صلى الله عليه وسلم مرضعة.
وكانت السيدة ذات الحظ السعيد امرأة من بني سعد بن بكر ،وكانت تدعى حليمة بنت أبي ذؤيب وزوجها الحارث.
ذهبت به السيدة حليمة الى البادية، حيث تقيم هي وزوجها، ومنذ اللحظة الاولى رأت البركة. بركة محمد صلى الله عليه وسلم تظهر واضحة، بدءاً من شاتها الضعيفة التي كانت تملكها ،فقد امتلأ ثديها بالحليب، فقد كانت تحلبها ويبقى الضرع مليئا بالحليب..
ولما رأى زوج حليمة السعدية أن البركة حلت بالشاة أكد لها أن المولود الجديد محمد له بركة..
كانت السيدة حليمة ترضع محمدا مع ابنها وتفرح كثيرا حين تجد ثدييها محملين بالحليب وجميع غنمها بصحة جيدة وضرعها ممتلئ بالحليب.
وقد بقي محمد صلى الله عليه وسلم أربع سنوات عند حليمة السعدية ،ثم عادت به بعدها إلى مكة المكرمة وسعدت آمنه بنت وهب بابنها حين رأته.
محمد صلى الله عليه وسلم يتيم الابوين:
ولد الرسول صلى الله عليه وسلم يتيم الأب، حيث أن والده عبد الله بن عبد المطلب قد توفي وعمره شهرين في بطن أمه ولما ولد الرسول صلى الله عليه وسلم أخذته حليمه السعدية بغرض إرضاعه صلى الله عليه وسلم ،وبعد انتهاء فترة الرضاعة أعادته إلى أنه السيدة آمنه بنت وهب مكث عندها سنتين فأصبح عمره ست سنوات..
رأت السيدة آمنة -وفاء لذكر زوجها الراحل- أن تزور قبره بيثرب فخرجت من مكة ومعها ولدها محمد صلى الله عليه وسلم وخادمتها أم أيمن، قطعت مسافة 50 كلم وهي المسافة التي يبعد بها قبر أبو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تقريبا عن مكة، وحين رجوعها إلى مكة،إذ يلاحقها المرض ويلح عليها في أوائل الطريق فماتت بالأبواب بين مكةوالمدينة، فتكفل به جده عبد المطلب لكن رعايته لم تطل كثيرا حتى توفي هو الآخر وعمره صلى الله عليه وسلم ثمانية أعوام فقط وأصبح يتيم الأبوين والجد.
أبو طالب يتولى رعاية محمد صلى الله عليه وسلم:
بعد أن أصبح الرسول صلى الله عليه وسلم يتيم الأبوين، رجع به جده عبد المطلب إلى مكة ليتكفل به فكانت محنته في فؤاده تربو نحو حفيده اليتيم الذي أصيب بمصاب جديد،فرق عليه رقه لم يرقها على أحد من أولاده..
ولما بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم ثمانيه أعوام وشهرين وعشره أيام من عمره ،توفي جده أيضا عبد المطلب بمكة المكرمة، فتكفل به شقيق أبيه الذي يكون عمه وكان يدعى أبو طالب.نهض أبو طالب بحق ابن أخيه على أكمل وجه وضمه إلى ولده وقدمه عليهم واختصه بفضل واحترام وتقدير.
وظل فوق الاربعين سنة، يعز جانبه ويبسط عليه حمايته ويصادق ويخاصم من أجله.
وعندما بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم 12 سنه انتقل به عمه أبو طالب تاجرا الى الشام حتى وصل إلى بصرى وهي معدودة من الشام وقصبة لحوران.
وكانت منطقه بصرى في ذلك الوقت قصبه البلاد العربيه التي كانت تحت حكم الرومان،وكان في هذا البلد راهب كان يعرف "ببحيرى" واسمه" جريس" خرج إلى الركاب عند نزولهم فاستضافهم وأكرمهم, فقال وهو آخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم:" هذا سيد العالمين هذا يبعثه الله رحمه للعالمين." فقال أبو طالب :وما علمك بذلك؟ فقال:" إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبقى حجر ولا شجر إلا وخر ساجدا، ولا تسجد إلا لنبي وإني أعرفه بخاتم النبوة في أسفل غضروف كتفيه مثل التفاحه وإنا نجده في كتبنا".
وسأل أبا طالب أن يرده ولا يقدم به إلى الشام خوفا عليه من اليهود، فبعثه عمه مع بعض غلمانه إلى مكة المكرمة.
الرسول صلى الله عليه وسلم يحب العمل:
طفولة الرسول صلى الله عليه وسلم لم تكن عادية، فقد كان يتيم الأب ويتيم الأم ويتيم الجد كما أن عمه الذي يعوله فقير، وأولاد عمه كثيرون فلذلك، لما شب الرسول صلى الله عليه وسلم وبلغ من عمره 15 سنة، بدأ يعمل لكي يكسب قوت يومه ،فكان أول عمل عمل به الرسول صلى الله عليه وسلم رعي الأغنام لأناس من قريش، ويتقاضى مقابل ذلك نصيبا من إنتاجها كما أنه كان يسافر مع جده للشام في التجارة وكان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نشيطا وذكيا ولبقا وحسن السيرة وكريم الخلق منذ صغره، فقد قال الله تعالى في حقه:{ وإنك لعلى خلق عظيم}.
فقد أحب الناس كثيرا الرسول صلى الله عليه وسلم ووضعوا فيه ثقة كثيرة وكبيرة، لما اشتهر به من إخلاص وأمانه وصدق، حتى كانوا يسمونه" الصادق الأمين".
رفض الرسول صلى الله عليه وسلم للاصنام والتماثيل:
لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم حسن الخلق وجميل الأعمال، إلى جانب ذلك، فقد كان محفوظا برعايه الله فلم يسجد لصنم قط ..وحتى في المرة التي أراد فيها أن يلهو كما يلهو الشباب من أمثاله بالفرجه على رقص الأحباش سلط الله عليه النوم فلم يصحوا حتى لسعت الشمس جسده.
وسار ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم بين الناس إلى درجه أن خديجة بنت خويلد -وهي سيدة عظيمة من نساء قريش- طلبت إليه أن يسافر إلى الشام في تجارة لها، وعادت إلى دهر الرسول صلى الله عليه وسلم ذكرى رحلته مع عمه أبي طالب إلى الشام للتجارة وقول الراهب بحيرى مخافة على قتله على أيدي اليهود.
زواج الرسول صلى الله عليه وسلم بخديجه بنت خويلد:
كانت خديجة بنت خويلد امرأة تاجرة ذات شرف ومال، تستأجر الرجال في مالها وكانت قريش قوما تجارا ،فلما بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بلغها من صدق حديثه وعظم أمانته وكرم أخلاقه ،بعثت له أن يخرج في مال لها إلى الشام تاجرا وتعطيه أفضل ما تعطي غيره وأن ترسل معه غلاما كان لها إسمه ميسرة فقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم منها وخرج في مالها ،وخرج معه غلامها ميسره حتى قدم الى الشام.
ولما رجع إلى مكة رأت خديجة في مالها ما رأت من الأمانة والبركه وأخبرها غلامها ميسرة بما رأى فيه،فتحدثت بما في نفسها إلى صديقتها "نفيسة بنت منية" فذهبت هذه الأخيرة إليه صلى الله عليه وسلم تفاتحه أن يتزوج بها (بخديجة), فرضي صلى الله عليه وسلم بذلك وكلم أعمامها فذهبوا إلى عمها وخطبوها له.
وعلى إثر ذلك تم الزواج وكان عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم 25 سنه فقط وتزوج السيدة خديجة رضي الله عنها وكانت تكبره بسنين حيث كان عمرها 40 سنة. وكان زواجا موفقا إلى درجة أنها أصبحت للرسول صلى الله عليه وسلم الزوجة والصديقة والأخت الكبيرة الحنون. وقد حضر العقد بنو هاشم ،وذلك بعد رجوعه من الشام بشهرين،وكانت السيدة خديجة حينها أفضل نساء قومها نسبا وثروة،وهي أول ج تزوجها صلى الله عليه وسلم حتى ماتت خديجه بنت خويلد رضي الله عنها.
إرسال تعليق
أكتب تعليقك أو رأيك